ما هي يا ترى قصة العلم المصري..وكيف تم اختيار ألوانه وشعاره وتصميمه ؟
كانت بداية اختيار علم كرمز لمصر عام 1805 علي يد الوالي محمد علي باشا أول
والي مستقل لمصر في العهد الحديث والذي أصدر فرمانا بتخصيص علم يرمز إلي
دولة مصر وبمعني اصح لسلالة محمد علي باشا التي ستحكم مصر بعد ذلك !!
كان العلم عبارة عن أرضية حمراء يتوسطها ثلاثة أهله وأمام كل هلال نجمة
ترمز إلي قارة من القارات الثلاث (أوربا وأفريقيا واسيا) والتي حقق فيها
جيش مصر بقيادة إبراهيم باشا نجل محمد علي انتصارات حربية.
واستمر هذا العلم مرفوعا فوق المنشآت المصرية رمزا للأسرة العلوية حتى
ديسمبر عام 1923 ليبدأ الحديث عن علم أخر يخص مصر بالفعل وليس الأسرة
العلوية.
وتم اختيار علم ذي أرضية خضراء يتوسطها هلال أبيض يحتضن ثلاث نجوم بيضاء وظل هذا العلم رمزا للملكة المصرية.
وكان اختيار ثلاثة نجوم في العلم يرمز إلي الديانات الثلاث (اليهودية
والمسيحية والإسلام) التي يدين بها الشعب المصري أما الهلال الذي يحتضنها
فكان يشير إلي أن دين المملكة هو الإسلام وأنه يحيط المصريين جميعا بشتي
دياناتهم ولا يفرق بينهم !!
وفي عام 1953 وبعد قيام ثورة يوليو تم استبدال العلم بأخر ذي ثلاثة ألوان
هي الأحمر الأسود والأبيض كان يشبه العلم الحالي ولكن الشعار الذي يتوسطه
كان نسرا عريض الكتفين يرتدي درعا أخضر في وسطه الهلال والثلاث نجوم التي
كانت موجودة بالعلم الأخضر وترمز ألوان العلم إلى الثورة وزمن ما قبل
الثورة وما بعدها فاللون الأحمر يرمز للثورة الاشتراكية والأبيض للعصر
المتوقع بعدها والأسود للعهد الملكي قبلها!!
وفي عام 1958 وبعد الاتحاد مع سوريا تم استبدال النسر علي العلم بنجمتين
خماسيتين خضراوين للإشارة إلي الإقليم الجنوبي (مصر) والشمالي (سوريا) وبعد
الانفصال عاد النسر ليتوسط العلم
ثم رحل النسر مرة أخري عام 1972 بعد الاتحاد الثلاثي بين مصر وليبيا
والعراق فيما عرف باسم "اتحاد الجمهوريات العربية " وحل في وسط العلم صقر
قريش والذي كان قريب الشكل من النسر واستمر في موضعه حتى عام 1984 رغم أن
الاتحاد بين الدول لم يستمر طوال هذه المدة.
ففي عام 1984 عاد نسر صلاح الدين ذي الأكتاف العريضة الذي كان موجودا عام
1954 ليحتل وسط العلم ويرفرف بجناحية وينظر إلي جهة اليمين حتي اليوم!!
ورغم ثبات الألوان الحمراء والبيضاء والسوداء لتشكل علم مصر إلا أن معناها
قد تغير عن المراد عند اختيارها فالأحمر صار رمزا إلي لمصر الفنية الزاهية
لأنه لون التوهج والأبيض يعبر عن الفطرة والقيم النقية لشعب مصر وأخيرا
فالأسود يرمز إلي كل عصور الظلم التي عاشهاالشعب المصرى منذ عصور
الفراعنه....
أما عن ألاماكن التي يتم وضع العلم المصري بها فهناك قانون خاص بالعلم يحدد
أبعاده الرسمية وألوانه والشعار الذي يتوسطه ويشير هذا القانون إلي أن
العلم رمز أساسي للدولة لا يجوز المساس به ويتم وضعه باحترام في مكان بارز
بكافة المصالح الحكومية وفرق السفن المصرية المدنية وبجوار أعلام الشرطة
والجيش بأفرعه وفي المحافل الرسمية وعلي السفارات والمنشات المصرية
بالخارج.
ولكن العادات والتقاليد المصرية جعلت العلم يحتل أسطح المدارس الحكومية
والخاصة ويعتز به بعض شركات القطاع الخاص فتضعه في أماكن بارزة بها.
وبالتأكيد لا القانون ولا العادات والتقاليد كانوا وراء أخر موقع احتله
العلم المصري وهو وجوه الأطفال والشباب وخدود الفتيات ولكنه كان حب مصر
و"حمي" كرة القدم وتقليد الجماهير الأوربية.